فصل: (سورة الروم: الآيات 15- 16).

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.فصل في فوائد لغوية وإعرابية وبلاغية في جميع آيات السورة:

.قال في الجدول في إعراب القرآن الكريم:

سورة الرّوم:
بسْم اللَّه الرَّحْمن الرَّحيم:

.[سورة الروم: الآيات 9- 10].

{الم (1) غُلبَت الرُّومُ (2) في أَدْنَى الْأَرْض وَهُمْ منْ بَعْد غَلَبهمْ سَيَغْلبُونَ (3) في بضْع سنينَ للَّه الْأَمْرُ منْ قَبْلُ وَمنْ بَعْدُ وَيَوْمَئذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمنُونَ (4) بنَصْر اللَّه يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْعَزيزُ الرَّحيمُ (5)}.

.الإعراب:

{في أدنى} متعلّق ب {غلبت} الواو عاطفة {من بعد} متعلّق ب {سيغلبون}.
جملة: {غلبت الروم} لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: هم {سيغلبون} لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة.
(4- 5) {في بضع} متعلّق ب {سيغلبون} بحذف مضاف أي: في مدى بضع سنين {للّه} متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ الأمر {قبل} ظرف زمان مبنيّ على الضم في محلّ جرّ بمن متعلّق بالخبر {من بعد} مثل من قبل فهو معطوف عليه الواو عاطفة {يومئذ} ظرف زمان منصوب، مضاف متعلّق ب {يفرح} والتنوين في آخره عوض من جملة محذوفة {بنصر} متعلّق ب {يفرح} وفاعل {ينصر} ضمير مستتر تقديره هو يعود على لفظ الجلالة الواو عاطفة.
وجملة: {للّه الأمر} لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: {يفرح المؤمنون} لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة.
وجملة: {ينصر} لا محلّ لها استئنافيّة- أو تعليليّة-.
وجملة: {يشاء} لا محلّ لها صلة الموصول من.
وجملة: {هو العزيز} لا محلّ لها معطوفة على جملة ينصر.

.الصرف:

{الروم} اسم جنس وهو اسم لقوم سمّوا على اسم أبيهم روم بن عيصو بن إسحاق بن إبراهيم كما قيل.
{غلبهم} مصدر الثلاثيّ غلب باب ضرب، وزنه فعل بفتحتين، ثمّة مصادر أخرى هي: غلب بفتح فسكون، وغلبة بفتحتين، ومغلب بفتح الميم واللام، وغلبّ بضمّتين وتشديد الباء المفتوحة وبكسرتين، وغلبّة بضمّتين وتشديد الباء المفتوحة، وغلابية بفتح الغين وكسر الباء وفتح الياء.

.الفوائد:

الفرس والروم:
أطلق العرب كلمة الروم على دولة بيزنطة، وعاصمتها القسطنطينة، والروم اليوم هم المسيحيون الشرقيون من كاثوليك وأرثوذكس.
احتربت الفرس والروم في موقعة بين بصرى وأذرعات، وانتصر الفرس، وبلغ ذلك قريشا، ففرحت لانتصار الشرك على أهل الكتاب، واعتبروا ذلك نصرا لهم. وقد تلاحى أمية بن خلف وأبو بكر، وتناحبا على مائة قلوص، إلى تسع سنين، يدفعها أبو بكر إلى أمية إذا لم تنتصر الروم في هذه المدة، ويدفعها أمية إلى أبي بكر إذا انتصرت ولما خاف أمية أن يخرج أبو بكر من مكة طلب إليه كفيلا، فكفله ابنه عبد اللّه ولما خرج أمية إلى أحد ومات عقب الموقعة، نتيجة طعنة في حربة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، وقد انتصرت الروم على فارس يوم الحديبية، فطلب أبو بكر المائة من القلوص، فدفعت له، فأتى أبو بكر بها رسول اللّه، فقال له: تصدق بها، وهكذا يتضح لدينا أسباب نزول الآية، والبضع: ما بين الثلاث إلى التسع. وقد انتصرت الروم على الفرس بعد سبع من موقعة جنوب حوران التي انتصر بها الفرس على الروم.
صدق اللّه العظيم: {غُلبَت الرُّومُ في أَدْنَى الْأَرْض وَهُمْ منْ بَعْد غَلَبهمْ سَيَغْلبُونَ في بضْع سنينَ}.

.[سورة الروم: الآيات 6- 7].

{وَعْدَ اللَّه لا يُخْلفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلكنَّ أَكْثَرَ النَّاس لا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظاهرًا منَ الْحَياة الدُّنْيا وَهُمْ عَن الْآخرَة هُمْ غافلُونَ (7)}.

.الإعراب:

{وعد} مفعول مطلق لفعل محذوف مؤكّد لمضمون الجملة قبله منصوب {لا} نافية في الموضعين الواو عاطفة.
جملة: وعدهم اللّه وعدا لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {لا يخلف اللّه} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {لكنّ أكثر الناس} لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يخلف اللّه.
وجملة: {لا يعلمون} في محلّ رفع خبر لكنّ.
(7) {من الحياة} متعلّق ب {ظاهرا} الواو حاليّة {عن الآخرة} متعلّق بالخبر {غافلون} و{هم} الثاني توكيد للأول.
وجملة: {يعلمون} لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: {هم غافلون} في محلّ نصب حال.

.البلاغة:

التنكير: في قوله تعالى: {يَعْلَمُونَ ظاهرًا منَ الْحَياة الدُّنْيا}.
فائدة تنكير الظاهر تقليل معلومهم، وتقليله يقربه من النفي حتى يطابق المبدل منه، وروي عن الحسن أنه قال في تلاوته هذه الآية: بلغ من صدق أحدهم في ظاهر الحياة الدنيا أنه ينقر الدينار بأصبعه، فيعلم أجيد هو أم رديء، وفائدته أيضا: أنهم لا يعلمون إلا ظاهرا واحدا من جملة الظواهر.
التعطف في قوله تعالى: {وَهُمْ عَن الْآخرَة هُمْ غافلُونَ}.
فن التعطف هو إعادة اللفظة بعينها في الجملة في الكلام أو البيت من الشعر فقد ردد {هم} للمبالغة في تأكيد غفلتهم عن الآخرة.

.[سورة الروم: آية 8].

{أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا في أَنْفُسهمْ ما خَلَقَ اللَّهُ السَّماوات وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إلاَّ بالْحَقّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإنَّ كَثيرًا منَ النَّاس بلقاء رَبّهمْ لَكافرُونَ (8)}.

.الإعراب:

الهمزة للاستفهام الإنكاريّ الواو عاطفة {في أنفسهم} متعلّق ب {يتفكّروا} ما نافية، والثانية اسم موصول في محلّ نصب معطوف على السموات ب الواو {بينهما} ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما {إلّا} للحصر {بالحقّ} متعلّق بحال من فاعل خلق أو مفعوله، وعلامة الجرّ في {مسمّى} الكسرة المقدّرة الواو استئنافيّة {من الناس} متعلّق بنعت ل {كثيرا} {بلقاء} متعلّق ب {كافرون} خبر إنّ واللام المزحلقة.
جملة: {لم يتفكّروا} لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أجهلوا ولم يتفكّروا.
وجملة: {ما خلق اللّه} في محلّ نصب مفعول به لفعل التفكّر المعلّق بالنفي.
وجملة: {إنّ كثيرا} {لكافرون} لا محلّ لها استئنافيّة.

.[سورة الروم: الآيات 9- 10].

{أَوَلَمْ يَسيرُوا في الْأَرْض فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقبَةُ الَّذينَ منْ قَبْلهمْ كانُوا أَشَدَّ منْهُمْ قُوَّةً وَأَثارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوها أَكْثَرَ ممَّا عَمَرُوها وَجاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بالْبَيّنات فَما كانَ اللَّهُ ليَظْلمَهُمْ وَلكنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلمُونَ (9) ثُمَّ كانَ عاقبَةَ الَّذينَ أَساؤُا السُّواى أَنْ كَذَّبُوا بآيات اللَّه وَكانُوا بها يَسْتَهْزؤُنَ (10)}.

.الإعراب:

{أولم يسيروا} ومثل أولم يتفكّروا، {في الأرض} متعلّق ب {يسيروا} الفاء عاطفة {كيف} اسم استفهام في محلّ نصب خبر كان {من قبلهم} متعلّق بمحذوف صلة الموصول {الذين} {منهم} متعلّق بأشدّ {قوّة} تمييز منصوب، والضمير الفاعل في {أثاروا} {عمروها} يعود على الأقدمين {أكثر} مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته، والضمير في {عمروها} الثاني يعود على أهل مكّة {بالبيّنات} متعلّق بحال من الرسل الفاء استئنافيّة ما نافية اللام لام الجحود {يظلمهم} مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام الجحود.
والمصدر المؤوّل {أن يظلمهم} في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر كان.
الواو عاطفة {لكن} حرف استدراك {أنفسهم} مفعول به مقدّم منصوب.
جملة: {لم يسيروا} لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي أقعدوا ولم يسيروا.
وجملة: {ينظروا} لا محلّ لها معطوفة على جملة يسيروا المنفية.
وجملة: {كان عاقبة} في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر بمعنى التفكّر المعلّق بالاستفهام كيف.
وجملة: {كانوا أشدّ} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {أثاروا} لا محلّ لها معطوفة على جملة كانوا.
وجملة: {عمروها} لا محلّ لها معطوفة على جملة أثاروا.
وجملة: {عمروها} الثانية لا محلّ لها صلة الموصول ما الحرفيّ.
وجملة: {جاءتهم رسلهم} لا محلّ لها معطوفة على جملة عمروها الأولى.
وجملة: {ما كان اللّه ليظلمهم} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يظلمهم} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن المضمر.
وجملة: {كانوا} {يظلمون} لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كان.
وجملة: {يظلمون} في محلّ نصب خبر كانوا.
(10) {ثمّ} حرف عطف {عاقبة} خبر كان منصوب مقدم {السوءى} اسم كان مؤخّر مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، أن حرف مصدريّ {بآيات} متعلّق ب {كذّبوا} {بها} متعلّق ب {يستهزئون}.
والمصدر المؤول: {أن كذّبوا} في محلّ جر بحرف جرّ محذوف هو اللام أو الباء متعلّق بعاقبة.
وجملة: {كان عاقبة} لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كان اللّه ليظلمهم.
وجملة: {أساؤوا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {كذّبوا} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن.
وجملة: {كانوا} لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّبوا.
وجملة: {يستهزئون} في محلّ نصب خبر كانوا.

.الصرف:

{السوءى} مؤنّث الأسوأ، اسم تفضيل من ساء الثلاثيّ، وزنه فعلى بضمّ فسكون.

.الفوائد:

كيف- اسم استفهام يستفهم به عن حالة الشيء مبني على الفتح. إذا وقعت كيف قبل اسم أو فعل ناقص كانت خبرا مقدما. مثل: كيف أخوك.
وإذا وقعت قبل الباء التي هي حرف جر فتكون هذه الباء زائدة. مثل: كيف بزيد. وإذا وقع بعدها فعل تام كانت في محلّ نصب على الحال. وقد تكون كيف شرطا فتقتضي فعليه متفقي اللفظ والمعنى غير مجزومين. مثل: كيف تصنع أصنع. وتجزم عند بعضهم.

.[سورة الروم: الآيات 11- 14].

{اللَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعيدُهُ ثُمَّ إلَيْه تُرْجَعُونَ (11) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلسُ الْمُجْرمُونَ (12) وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ منْ شُرَكائهمْ شُفَعاءُ وَكانُوا بشُرَكائهمْ كافرينَ (13) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئذٍ يَتَفَرَّقُونَ (14)}.

.الإعراب:

{ثمّ} حرف عطف في الموضعين {إليه} متعلّق ب {ترجعون} والواو فيه نائب الفاعل.
جملة: {اللّه يبدأ} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يبدأ} في محلّ رفع خبر المبتدأ {اللّه}.
وجملة: {يعيده} في محلّ رفع معطوفة على جملة يبدأ.
وجملة: {ترجعون} في محلّ رفع معطوفة على جملة يبدأ.
(12) الواو عاطفة {يوم} ظرف زمان منصوب متعلّق {يبلس}.
وجملة: {تقوم الساعة} في محلّ جر مضاف إليه.
وجملة: {يبلس المجرمون} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
(13) الواو عاطفة {لهم} متعلّق بخبر يكن {من شركائهم} متعلّق بحال من {شعفاء} وهو اسم يكن {بشركائهم} متعلّق بالخبر {كافرين}.
وجملة: {لم يكن لهم شفعاء} لا محلّ لها معطوفة على جملة يبلس.
وجملة: {كانوا كافرين} لا محلّ لها معطوفة على جملة يبلس.
(14) الواو عاطفة {يوم} مثل الأول متعلّق ب {يتفرّقون} {يومئذ} تأكيد للظرف السابق، والتنوين عوض من جملة محذوفة.
وجملة: {تقوم الساعة} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {يتفرّقون} لا محلّ لها معطوفة على جملة يبلس المجرمون.

.[سورة الروم: الآيات 15- 16].

{فَأَمَّا الَّذينَ آمَنُوا وَعَملُوا الصَّالحات فَهُمْ في رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (15) وَأَمَّا الَّذينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بآياتنا وَلقاء الْآخرَة فَأُولئكَ في الْعَذاب مُحْضَرُونَ (16)}.

.الإعراب:

الفاء استئنافيّة أمّا حرف شرط وتفصيل {الذين} اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ الفاء رابطة لجواب الشرط أمّا {في روضة} متعلّق بخبر المبتدأ هم، والواو في {يحبرون} نائب الفاعل.
جملة: {الذين آمنوا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {آمنوا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {عملوا} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: {هم في روضة} في محلّ رفع خبر المبتدأ {الذين}.
وجملة: {يحبرون} في محلّ رفع خبر ثان.
(16) الواو عاطفة {أمّا الذين كفروا} مثل أمّا الذين آمنوا {بآياتنا} متعلّق ب {كذّبوا} الفاء رابطة لجواب الشرط {في العذاب} متعلّق ب {محضرون} خبر المبتدأ {أولئك}.
وجملة: {الذين كفروا} لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين آمنوا.
وجملة: {كفروا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين} الثاني.
وجملة: {كذّبوا} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: {أولئك} {محضرون} في محلّ رفع خبر المبتدأ {الذين}.

.الصرف:

{روضة} اسم للحديقة أو الجنة وزنه فعلة بفتح فسكون.

.الفوائد:

الغناء في الجنة:
روي عن علي رضي اللّه عنه قال: رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: «إن في الجنة لمجتمعا للحور العين، يرفعن بأصوات لم يسمع الخلائق بمثلها، يقلن: نحن الخالدات فلا نبيد، ونحن الناعمات فلا نيأس، ونحن الراضيات فلا نسخط، طوبى لمن كان لنا وكنا له».